نفقة الأقارب في القانون المصري

نفقة الأقارب في القانون المصري

في إطار الحديث عن قواعد الإنفاق في القانون المصري، تظهر أهمية نفقة الأقارب كأحد أهم أنواع النفقات التي نظمها المشرع حمايةً للروابط الأسرية. إن موضوع نفقة الأقارب من القضايا الجوهرية التي تكشف عن التزام أفراد الأسرة بعضهم تجاه بعضهم، وهو التزام أخلاقي وقانوني في آن واحد.

نفقة الأقارب في القانون المصري

وقد اهتم القانون المصري بتنظيم أحكام نفقة الأقارب باعتبارها من الواجبات التي تهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعي. ومن هنا تأتي أهمية فهم تفاصيل نفقة الأقارب، سواء من حيث الأشخاص الملزمين بها أو الشروط والإجراءات اللازمة للمطالبة بها.

تعد نفقة الأقارب من الموضوعات التي تتكرر أمام محاكم الأسرة يوميًا، لما لها من أثر بالغ في حياة الكثيرين. ويتسع نطاق نفقة الأقارب ليشمل عدة درجات من القرابة، بدءًا من الأبناء والآباء، وحتى الأخوة والأجداد. لذلك، فإن معرفة أحكام نفقة الأقارب ومعايير تحديدها مسألة بالغة الأهمية لكل من يرغب في معرفة حقوقه أو التزاماته بموجب القانون.

وعند التطرق إلى تفاصيل نفقة الأقارب، نجد أن المشرع المصري قد ألزم القادر بالإنفاق على قريبه المحتاج، شرط وجود عجز لدى المستحق عن الكسب، سواء بسبب صغر سنه أو عجزه الصحي أو كبر سنه. وتتحقق نفقة الأقارب في حالات كثيرة أبرزها: نفقة الأبناء على الآباء العاجزين، أو نفقة الأخوة لبعضهم البعض إذا كانوا فقراء غير قادرين. ويتضح مما سبق أن نفقة الأقارب ليست تفضلاً، بل هي التزام قانوني راسخ.

كما أن نفقة الأقارب تخضع لمجموعة من المبادئ التي تراعي التناسب بين يسار الملزم بالنفقة واحتياج المستحق. فلا يُكلف الشخص بأداء نفقة الأقارب إلا إذا كان قادرًا ماليًا بما لا يضره ولا يرهقه. ويُراعى في تحديد قيمة نفقة الأقارب مقدار دخل الملزم ومصاريفه الأساسية. لهذا فإن فهم كيفية حساب نفقة الأقارب يُعد عنصرًا أساسيًا عند تقديم دعوى المطالبة بها أمام المحكمة المختصة.

ويجب أن نعلم أن إقامة دعوى نفقة الأقارب تستلزم إثبات العلاقة القرابية أولًا، ثم إثبات الاحتياج من جانب المدعي، وإثبات اليسار من جانب المدعى عليه. وهذه العناصر جميعها تؤكد أن نفقة الأقارب ليست أمرًا يحسم عشوائيًا، بل تخضع لتحقيق قانوني دقيق لضمان العدالة للطرفين. ومن الجدير بالذكر أن نفقة الأقارب تشمل أيضًا المأكل والملبس والعلاج والمسكن وكل ما يلزم المستحق من ضروريات المعيشة.

ويبرز في هذا السياق دور المحكمة في الفصل في دعاوى نفقة الأقارب بما يتناسب مع ظروف كل حالة، إذ قد تختلف تقديرات نفقة الأقارب من حالة لأخرى وفقًا لاختلاف القدرة المالية والاحتياجات الخاصة لكل مستحق. ولأن نفقة الأقارب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمصلحة العامة للأسرة والمجتمع، فقد أولتها المحاكم أهمية قصوى.

ومن المؤكد أن تجاهل أداء نفقة الأقارب يعرض الشخص للمساءلة القانونية، إذ يمكن للمستحق رفع دعوى للمطالبة بحقه في نفقة الأقارب، ويصدر الحكم بناءً على فحص دقيق لظروف الطرفين. وعليه فإن الامتناع عن أداء نفقة الأقارب رغم توافر القدرة يعرض الشخص لأحكام الحبس وفقًا للقانون المصري.

يتضح أن نفقة الأقارب ليست مجرد التزام مالي، بل تجسيد حقيقي لقيم الرحمة والعدل التي حرص القانون المصري على صيانتها. لذلك فإن الإلمام بكافة أحكام نفقة الأقارب ومعرفة شروط استحقاقها وإجراءات المطالبة بها هو أمر ضروري لكل من يرغب في حماية نفسه أو أسرته أو المطالبة بحقوقه بطريقة صحيحة. إن نفقة الأقارب ستظل دائمًا عنوانًا من عناوين الإنسانية والتكافل في المجتمع المصري، مما يعزز من قيم الترابط الأسري التي دعا إليها الشرع والقانون معًا.

ما هي نفقة الأقارب ؟

نفقة الأقارب هي التزام قانوني يوجب على بعض الأقارب الإنفاق على أقاربهم الآخرين إذا كانوا غير قادرين على الكسب، ولا يملكون ما يكفي للمعيشة.
ويقصد بنفقة الأقارب: توفير الغذاء والكساء والمسكن والعلاج وكل ما يلزم للمعيشة الكريمة بحسب العرف وما تحدده المحاكم.

في القانون المصري، نظم المشرع أحكام نفقة الأقارب في قانون الأحوال الشخصية، وبين أن أهم شروطها هي:

  • وجود صلة قرابة موجبة للنفقة، مثل: الأبناء للآباء، الآباء للأبناء، الإخوة لبعضهم، الأجداد للأحفاد والعكس.
  • حاجة المستحق للنفقة وعجزه عن الكسب.
  • قدرة الملزم بالإنفاق دون أن يضار في ماله أو معيشته.

بمعنى آخر، لا تجب نفقة الأقارب إلا إذا كان المستحق فقيرًا عاجزًا، وكان القريب الملزم غنيًا قادرًا على الإنفاق عليه دون أن يتعرض للضرر.

من هم الاقارب الذين تجب النفقة عليهم ؟

في القانون المصري، الأقارب الذين تجب النفقة عليهم هم فئات محددة تجمعهم بالمنفق صلة قرابة قريبة، وهم بالترتيب:

  1. الآباء والأمهات : يجب على الابن أو البنت القادرين أن ينفقوا على والديهم إذا كانوا فقراء وعاجزين عن الكسب.
  2. الأبناء والبنات : يجب على الأب أو الأم القادرين أن ينفقوا على أولادهم الصغار غير القادرين على الكسب، أو الكبار العاجزين بسبب عجز دائم أو مرض.
  3. الأجداد والجدات : تلزم النفقة على الأحفاد لأجدادهم إذا لم يكن للأحفاد والد ينفق عليهم، والعكس صحيح.
  4. الإخوة والأخوات : إذا كان أحد الإخوة أو الأخوات فقيرًا وعاجزًا عن الكسب، والآخر غني وقادر، تجب النفقة على الغني منهم.
  5. بعض الأقارب من جهة الرحم : في حالات قليلة واستثنائية، تمتد النفقة إلى الأقارب غير المباشرين بشرط إثبات الاحتياج والعجز وإمكان الأداء بلا ضرر.

باختصار، قاعدة النفقة للأقارب تدور بين:

  • وجود عجز أو حاجة عند المستحق
  • وجود قدرة مالية عند الملزم بالنفقة
  • وجود صلة قرابة معتبرة قانونًا

هل تجب النفقة علي العم قانوناً ؟

في القانون المصري، العم ليس من الأقارب الذين تجب النفقة عليهم بشكل مباشر وفقًا للمادة 18 من قانون الأحوال الشخصية.

النفقة تجب على الأقارب من الدرجة الأولى (مثل: الأب، الأم، الأبناء) والدرجة الثانية (مثل: الأجداد، الأحفاد، الإخوة) في حالة العجز والفقر، لكن العم ليس ملزمًا قانونًا بنفقة.

المستحقون للنفقة قانونًا هم:

  • الأبناء (من الأب والأم) على الآباء
  • الآباء (من الأب والأم) على الأبناء
  • الإخوة والأخوات
  • الأجداد والجدات

لكن في حالات استثنائية قد يتدخل القاضي في بعض الحالات الخاصة إذا كانت العلاقة بين العم وأبناء أخيه تتسم بمسؤولية اجتماعية خاصة أو مواقف قانونية متعلقة بالصحة أو العجز المستمر، ولكن في الأصل، العم ليس ملزمًا بالنفقة حسب النصوص القانونية السارية.

متي تسقط نفقة الأقارب ؟

نفقة الأقارب تسقط في عدة حالات حددها القانون المصري، وتشمل الأسباب التالية:

  1. توافر القدرة المالية للملزم بالنفقة: إذا أصبح الشخص القريب القادر على الإنفاق فقيرًا أو غير قادر على الكسب، فإن نفقة الأقارب قد تسقط عنه. بمعنى آخر، إذا أصبح القريب الذي يجب عليه النفقة في وضع مالي يعيقه عن الإنفاق، تسقط عنه النفقة.
  2. استغناء المستحق عن النفقة: إذا أصبح المستحق للنفقة قادرًا على إعالة نفسه (مثل أن يكون قد حصل على دخل ثابت أو أموال تُمكنه من توفير احتياجاته)، فإن نفقة الأقارب تسقط.
  3. فقدان القرابة أو انقطاع العلاقة الأسرية: إذا انقطعت علاقة القرابة بين الشخصين بسبب الطلاق أو فقدان صلة القرابة (مثل الفقدان أو الهجر)، فإن نفقة الأقارب قد تسقط. على سبيل المثال، إذا تم فسخ العلاقة بين الأب والأبناء من خلال طلاق أو انفصال نهائي.
  4. تغيير حالة المستحق: في بعض الحالات، إذا تغيرت حالة المستحق للنفقة بشكل يؤدي إلى اكتفائه ذاتيًا (مثل حصوله على وظيفة جيدة أو زواج مع نفقة مستقلة)، قد يسقط حقه في نفقة الأقارب.
  5. وفاة المستحق أو الملزم بالنفقة: إذا توفي الشخص الذي كان يحصل على النفقة (المستحق) أو الشخص الذي كان ملزمًا بتقديم النفقة، فإن النفقة تسقط.
  6. الامتناع عن النفقة مع قدرة الملزم: في حالة وجود التزامات قانونية بالنفقة وامتنع الشخص عن دفع النفقة رغم قدرته على ذلك، قد تسقط النفقة في حال فشل المستحق في إثبات احتياجه.
  7. الحصول على حكم قضائي بإسقاط النفقة: قد تسقط النفقة بموجب حكم قضائي بناءً على دعوى رفعها الطرف الذي لا يستطيع تحمل النفقة (الملزم) أو الطرف الآخر (المستحق) بناءً على مبررات قانونية أو تغيير في الظروف.

لمعرفة كل مايخص نفقة الاقارب

لا تتردد في التواصل مع مكتب

الاستاذ / سعد فتحي سعد المحامى

مؤسس منصة المحامي الرقمية علي الرقم التالي :

📞 01211171704

عنوان المكتب : 183 شارع التحرير عمارة ستراند باب اللوق وسط البلد / القاهرة / مصر

افضل محامي

انواع نفقة الأقارب ؟

نفقة الاقارب في القانون المصري تشمل عدة أنواع وفقًا لحالة المستحق للنفقة والعلاقة بينه وبين الملزم بالإنفاق. ويمكن تقسيم نفقة الأقارب إلى الأنواع التالية:

1. نفقة الأبناء

  • الملزم بالإنفاق: الأب أو الأم.
  • المستحقون: الأبناء (الذكور والإناث) الذين لم يصبحوا قادرين على الكسب، وهم في سن التعليم أو في حالات الإعاقة.
  • الهدف: تأمين احتياجات الأبناء الأساسية مثل الطعام، المسكن، التعليم، والعلاج.

2. نفقة الزوجة

  • الملزم بالإنفاق: الزوج.
  • المستحقة: الزوجة (طيلة فترة الزواج، وفي بعض الحالات حتى بعد الطلاق إذا كانت حاضنة لأطفال).
  • الهدف: تأمين جميع احتياجات الزوجة اليومية، مثل الطعام، الملابس، والسكن.

3. نفقة الآباء

  • الملزم بالإنفاق: الأبناء.
  • المستحق: الآباء (الأب والأم) الذين لا يستطيعون توفير احتياجاتهم المعيشية بسبب العجز أو المرض.
  • الهدف: تأمين المأكل، الملبس، والمأوى للآباء الذين أصبحوا في حاجة للإنفاق عليهم.

4. نفقة الإخوة

  • الملزم بالإنفاق: الإخوة القادرون.
  • المستحقون: الإخوة الذين لا يستطيعون الكسب بسبب الفقر أو المرض.
  • الهدف: توفير احتياجات الإخوة غير القادرين على إعالة أنفسهم، مثل الطعام والعلاج.

5. نفقة الأجداد والأحفاد

  • الملزم بالإنفاق: الأحفاد على الأجداد، أو الأجداد على الأحفاد.
  • المستحقون: الأجداد الذين لا يستطيعون الكسب، أو الأحفاد في حال كان الأهل غير قادرين على الإنفاق عليهم.
  • الهدف: تأمين الحياة الكريمة للأجداد أو الأحفاد في حال العجز أو الفقر.

6. نفقة الأقارب الممتدة (في حالات خاصة)

  • الملزم بالإنفاق: الأقارب من الدرجة الثانية والثالثة مثل العم، العمة، الخال، الخالة.
  • المستحقون: قد تمتد النفقة لبعض الأقارب في حالات استثنائية إذا كانوا في حاجة شديدة وكان الشخص الذي يمكنه الإنفاق عليه قادرًا.
  • الهدف: تلبية احتياجات الأقارب في حالات العجز أو الفقر الشديد، لكن هذا النوع نادر ولا يُعتبر إلزاميًا بشكل عام.

7. نفقة الحضانة

  • الملزم بالإنفاق: الأب.
  • المستحق: الأم في حالة الطلاق أو الانفصال لتوفير احتياجات الأطفال.
  • الهدف: تأمين احتياجات الأطفال في فترة الحضانة، بما في ذلك المأكل والملبس والتعليم والعلاج.

8. نفقة العلاج

  • الملزم بالإنفاق: القريب القادر (مثل الأبناء على الآباء أو الإخوة على بعضهم).
  • المستحق: القريب المريض الذي يحتاج إلى علاج.
  • الهدف: تغطية تكاليف العلاج في حالة العجز أو المرض الشديد.

نص مادة نفقة الاقارب

نص مادة نفقة الاقارب

أكد قانون الأحوال الشخصية بموجب المادة 3 من القانون رقم 1 لسنة 2000 على أن مستحقي النفقة من الأقارب يتضمنون الأبوين وأجدادهم، كما يلزم الأولاد وأبناءهم بالنفقة، دون التفريق بين الذكر والأنثى، أو بين الكبير والصغير.

يشترط القانون أن تكون نفقة الاقارب بالقدر الذي يكفي لتلبية احتياجات الشخص طالب النفقة الضرورية للعيش.

يشترط أيضاً أن يكون الشخص طالب النفقة في حالة عجز مالي، حتى وإن كان قادرًا على الكسب، بينما يجب أن يكون الشخص الملزم بالنفقة في حالة قدرة مالية جيدة.

نفقة الأقارب تشمل المأكل، الملبس، المسكن، بالإضافة إلى بدل الفرش والغطاء، وهي تشمل جميع الاحتياجات الأساسية التي يحتاجها المستحق.

ترتيب من يجب عليهم الإنفاق: الأب القادر يلزم بالإنفاق على أولاده الفقراء، سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا. وفي حالة وفاة الأب أو إعساره، يتعين على الجد من جهة الأب (أب الأب) الإنفاق على الأولاد. وإذا تعذر عليه ذلك، يمتد الالتزام للجد من جهة الأم، مع مراعاة الأقرب فالأقرب في الإنفاق.

إذا كان الأب والأم معسرين ولا يستطيعان توفير احتياجاتهما، يجب على أولادهما الموسرين أن ينفقوا عليهما، دون التمييز بين الذكور والإناث. وإذا كان هناك عدة أولاد قادرين على الإنفاق، يتم تقسيم النفقة بينهم بالتساوي وفقًا لعددهم.

إذا كان الولد معسرًا أو مفقودًا، فيكون على أولاد الأولاد (أي أبناء الأبناء أو بناتهم) توفير النفقة للجد المحتاج، مع مراعاة الأقرب فالأقرب.

نفقة الاقارب التي يجب توفيرها تقتصر على الكفاية من المأكل، الملبس، المسكن، وبقية الاحتياجات المعترف بها عرفًا، بما يتناسب مع الحالة الاجتماعية والمالية للأقارب المعنيين.

 

 

YouTube
Instagram
TikTok