لا وصية لوارث

لا وصية لوارث

Table of Contents

لا وصية لوارث

يعد مبدأ لا وصية لوارث من الأحكام الفقهية الثابتة في الشريعة الإسلامية، وهو قاعدة أساسية في تنظيم الميراث وتوزيع التركة بما يحقق العدل ويمنع الجور.

لا وصية لوارث

ويعني هذا الحكم أن الوصية لا تجوز للوارث إلا إذا أجازها باقي الورثة، وهو ما استند إليه الفقهاء لضبط مسألة الوصايا وحفظ حقوق جميع الأطراف. إن التأكيد على قاعدة لا وصية لوارث يأتي انسجامًا مع المقاصد الشرعية التي تسعى إلى تحقيق التوازن والعدالة في تقسيم الأموال بعد وفاة المورث، ومنع أي تحايل قد يؤدي إلى هضم حقوق الآخرين.

منذ فجر الإسلام، جاءت الأحكام الشرعية متكاملة ومتوازنة لضمان العدل بين الناس، وكان نظام الميراث الإسلامي خير شاهد على ذلك. حيث وضع الله عز وجل ضوابط محكمة لتوزيع التركة بناءً على القرابة والنسب، ومنع أي تجاوز على حقوق الورثة إلا بإذنهم. لذلك، فإن قاعدة لا وصية لوارث تمثل حجر الأساس في ضمان استقرار الأنظمة الأسرية، حيث تمنع أي تصرف منفرد من المورث قد يخل بتوازن القسمة الشرعية.

لقد اتفقت المذاهب الفقهية المختلفة على تطبيق قاعدة لا وصية لوارث باستثناء الحالات التي يوافق فيها الورثة على الوصية، إذ إن الإسلام يحرص على تحقيق التوافق والرضا بين أفراد الأسرة. فلو لم تكن هذه القاعدة موجودة، لربما عمد بعض الأفراد إلى استغلالها لتفضيل بعض الورثة على حساب الآخرين، مما يؤدي إلى نزاعات تؤثر على العلاقات الأسرية وتمس بمبدأ العدالة في التوزيع.

إن تطبيق حكم لا وصية لوارث له أبعاد اجتماعية وقانونية عميقة، فهو لا يحفظ فقط حقوق الورثة، بل يسهم أيضًا في تجنب النزاعات التي قد تطرأ بسبب التحيز أو المحاباة. لذلك، من الضروري أن يعي المسلمون أهمية هذا الحكم ويتعاملوا معه وفقًا للضوابط الشرعية حتى لا يترتب على الوصايا أي إخلال بميزان العدالة الذي أقره الإسلام.

وقد أكد العلماء أن حكمة التشريع في قاعدة لا وصية لوارث تكمن في تحقيق المساواة بين الورثة وفقًا لما حدده الشرع، ومنع أي وصية قد تحمل في طياتها محاباة غير مبررة، إلا في حالة الرضا المشترك بين جميع الورثة. فالعدل هو الأساس الذي قامت عليه الأحكام الشرعية المتعلقة بالميراث، وهو ما يظهر جليًا في التأكيد المتكرر على قاعدة لا وصية لوارث في مختلف كتب الفقه الإسلامي.

وعلى الرغم من أن بعض القوانين المدنية الحديثة قد تسمح ببعض التعديلات في موضوع الوصايا، إلا أن تطبيق مبدأ لا وصية لوارث يظل ضرورة للحفاظ على الاستقرار الأسري ومنع أي استغلال غير عادل. ولهذا، فإن احترام هذا الحكم الشرعي والالتزام به يساعد في تقليل النزاعات ويضمن أن توزع التركة بعد الوفاة وفقًا للعدالة الإلهية التي شرعها الإسلام.

لا وصية لوارث ابن عثيمين

الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- من كبار العلماء الذين شرحوا قاعدة لا وصية لوارث وأوضحوا أحكامها وفقًا للدلائل الشرعية. وقد بيّن أن هذه القاعدة مستقاة من حديث النبي ﷺ:

“إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث.”

شرح ابن عثيمين لقاعدة لا وصية لوارث

أوضح الشيخ ابن عثيمين أن هذه القاعدة تعني أن المورث لا يحق له أن يوصي بشيء من تركته لأحد ورثته، لأن الله سبحانه وتعالى قد قسم الميراث بعدله وحكمته. ولو كان للمورث أن يوصي للوارث، فقد يؤدي ذلك إلى ظلم بعض الورثة الآخرين، وهو ما يخالف مقصد الشريعة في تحقيق العدل.

متى تصح الوصية للوارث؟

أكد ابن عثيمين أن الوصية للوارث تكون صحيحة إذا وافق جميع الورثة عليها بعد وفاة المورث، لأن حقهم في التركة أصبح مستقرًا، ولهم الحرية في التنازل عن جزء منها بمحض إرادتهم. أما إذا لم يوافقوا، فلا تنفذ الوصية، لأنها تصادم حكم النبي ﷺ الصريح.

حكمة التشريع من لا وصية لوارث

ابن عثيمين -رحمه الله- أشار إلى أن هذه القاعدة جاءت لمنع الظلم والتلاعب في توزيع التركة، ولضمان أن يأخذ كل وارث نصيبه المشروع من دون زيادة أو نقصان. كما أنها تساهم في تقليل النزاعات بين الورثة بعد وفاة المورث، لأن الجميع يحصلون على حقوقهم بناءً على القسمة الإلهية المحددة في القرآن الكريم.

رأي الشيخ في الوصية الجائرة

كما حذر الشيخ ابن عثيمين من محاولات بعض الناس التحايل على هذه القاعدة، مثل تسجيل الممتلكات باسم أحد الورثة قبل الوفاة أو كتابة وصايا سرية تخالف الشريعة. وبيّن أن أي تصرف يؤدي إلى حرمان بعض الورثة من حقوقهم يُعد من الظلم، وهو أمر محرم في الإسلام.

الملخص

  1. الوصية للوارث لا تجوز إلا بموافقة جميع الورثة بعد وفاة المورث.
  2. الحكمة من القاعدة تحقيق العدل ومنع التمييز بين الورثة بغير حق.
  3. التحايل على هذه القاعدة بطرق غير شرعية يُعد ظلمًا ومحرمًا.

بذلك يتبين أن قاعدة لا وصية لوارث ليست مجرد قاعدة فقهية، بل هي حكم شرعي ثابت يهدف إلى تحقيق العدل والمساواة بين الورثة، وهو ما أكد عليه الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في شرحه لهذا الحكم.

هل تجوز الوصية لوارث في القانون المصري؟

هل تجوز الوصية لوارث في القانون المصري؟

في القانون المصري، الأصل أن الوصية للوارث غير جائزة، وذلك استنادًا إلى القاعدة الشرعية “لا وصية لوارث”، لكن هناك استثناء مهم.

تجوز الوصية لوارث في القانون المصري، ولكن بشرط موافقة جميع الورثة البالغين الرشداء بعد وفاة المورث. هذا ما نص عليه المادة 37 من قانون الوصية المصري رقم 71 لسنة 1946، والتي تنص على:

“تصح الوصية لوارث إذا أجازها باقي الورثة بعد وفاة الموصي، وأما إذا لم يجزها أحدهم فلا تنفذ في حقه وفي نصيبه.”

تفصيل القاعدة القانونية

  1. الوصية للوارث باطلة ما لم يوافق الورثة الآخرون.
  2. إذا وافق جميع الورثة بعد وفاة الموصي، تصبح الوصية صحيحة ونافذة.
  3. إذا رفض أحد الورثة تنفيذ الوصية، فلا تلزمه، ولكنها تنفذ في حق من وافق فقط.
  4. الوصية للوارث لا يمكن تنفيذها قبل وفاة الموصي، حتى لو كتبها في وصيته.

لماذا وضع القانون المصري هذا الاستثناء؟

القانون المصري أخذ بالرأي الفقهي الذي يجيز تنفيذ الوصية للوارث إذا وافق باقي الورثة، وذلك لتحقيق المرونة في توزيع التركة، خاصة في حالات يكون فيها المورث راغبًا في مساعدة أحد ورثته بطريقة شرعية لا تخل بمبدأ العدالة.

ملخص الحكم

  • الأصل: لا وصية لوارث وفقًا للقاعدة الشرعية.
  • الاستثناء: تجوز الوصية للوارث إذا وافق جميع الورثة بعد وفاة الموصي.
  • بالتالي، في مصر، لا تعتبر الوصية للوارث صحيحة تلقائيًا، بل تحتاج إلى موافقة قانونية من الورثة لضمان عدم الإضرار بحقوقهم المشروعة.

هل صحيح أنه لا وصية لوارث؟

نعم، قاعدة “لا وصية لوارث” صحيحة من الناحية الشرعية، وهي مستندة إلى حديث النبي ﷺ:

“إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث.” (رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه).

معنى القاعدة

هذه القاعدة تعني أن الوصية لا تصح للوارث، لأن الله سبحانه وتعالى قد حدد نصيب كل وارث في الميراث، فلا يجوز للمورث أن يوصي لأحد ورثته بشيء إضافي، حتى لا يخلّ بتوزيع التركة العادل الذي حدده الشرع.

هل هناك استثناءات؟

نعم، هناك استثناء واحد وهو إذا أجاز جميع الورثة البالغين الرشداء الوصية بعد وفاة المورث، ففي هذه الحالة تصبح الوصية نافذة، وهذا ما أقره بعض الفقهاء واستند إليه القانون المصري أيضًا.

لماذا لا تجوز الوصية للوارث؟

  1. تحقيق العدالة: الله تعالى قد قسم الميراث بالعدل، فلا يجوز التعديل عليه بوصية.
  2. منع التحيز والمحاباة: حتى لا يفضل المورث أحد ورثته على الآخرين بغير حق.
  3. تقليل النزاعات: لأن الوصايا للورثة قد تؤدي إلى خلافات بين الأبناء أو الأقارب بعد الوفاة.

ماذا لو كتب شخص وصية لوارث؟

  • إن لم يوافق باقي الورثة، فهذه الوصية باطلة ولا تنفذ.
  • إن وافق الورثة بعد وفاة الموصي، تصبح صحيحة وتنفذ في حقهم.

الملخص

  • الأصل الشرعي: لا وصية لوارث، والوصية تكون لمن ليس له نصيب في الميراث.
  • الاستثناء: تجوز الوصية للوارث فقط إذا وافق جميع الورثة بعد وفاة الموصي.
  • بالتالي، القاعدة صحيحة لكنها ليست مطلقة، بل تخضع لشرط موافقة الورثة بعد وفاة الموصي.

لمعرفة كل مايخص قاعدة لا وصية لوارث

لا تتردد في التواصل مع مكتب

الاستاذ / سعد فتحي سعد المحامى

مؤسس منصة المحامي الرقمية علي الرقم التالي :

📞 01211171704

عنوان المكتب : 183 شارع التحرير عمارة ستراند باب اللوق وسط البلد / القاهرة / مصر

افضل محامي

لا وصية لوارث حديث ضعيف ؟

حديث “إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث” هو حديث مختلف في تصحيحه وتضعيفه بين العلماء، لكنه مقبول ومعمول به عند جمهور الفقهاء.

درجة الحديث عند أهل العلم

التضعيف: بعض المحدثين، مثل الإمام الدارقطني، رأوا أن الحديث فيه ضعف في سنده، حيث اختلفوا في بعض رواته.

التصحيح: جمهور العلماء والمحدثين، مثل الإمام الشافعي، وأحمد بن حنبل، وابن عبد البر، وابن القيم، قالوا إن الحديث حسن أو صحيح بمجموع طرقه، حتى وإن كان في بعض رواياته ضعفًا.

لماذا يعمل الفقهاء بالحديث؟

حتى لو كان الحديث فيه ضعف يسير، فقد أجمع العلماء على العمل بمضمونه لأن معناه مؤيد بالقواعد العامة في الشريعة، حيث إن الله سبحانه وتعالى قد قسم الميراث بنصوص قطعية في القرآن الكريم، فلا يجوز التعديل عليها بالوصايا إلا بموافقة الورثة.

كما أن الحديث له شواهد تقويه من أقوال الصحابة وعملهم، مثل ما ورد عن ابن عباس وغيره.

الملخص

  1. الحديث ليس ضعيفًا ضعفًا شديدًا، بل حسّنه أو صححه بعض العلماء بمجموع طرقه.
  2. الفقهاء يعملون به بالإجماع لأنه يتوافق مع أحكام الميراث الشرعية.
  3. قاعدة “لا وصية لوارث” معتبرة ومعمول بها في الفقه الإسلامي والقوانين المستمدة منه.

لا وصية لوارث إلا في حدود الثلث

قاعدة “لا وصية لوارث” تعني أن المورث لا يجوز له أن يوصي بشيء من تركته لأحد ورثته، إلا إذا أجاز الورثة ذلك بعد وفاته. ولكن، هل يمكن أن تكون الوصية للوارث في حدود الثلث؟

هل يجوز الوصية للوارث في حدود الثلث؟

لا، الوصية للوارث غير جائزة مطلقًا، سواء كانت في حدود الثلث أو أكثر، إلا إذا أجازها الورثة بعد وفاة الموصي. فقاعدة “لا وصية لوارث” مستقلة عن قاعدة “الوصية لا تزيد عن الثلث”.

توضيح القاعدتين

لا وصية لوارث تعني أن الموصي لا يمكنه أن يوصي للوارث بأي مقدار من التركة، إلا إذا وافق الورثة بعد وفاته.

الوصية لا تزيد عن الثلث تعني أن الموصي يمكنه أن يوصي لغير الورثة، ولكن لا تزيد عن ثلث التركة، إلا إذا وافق الورثة على الزيادة.

هل يمكن الجمع بين القاعدتين؟

بعض الناس يظنون أن الوصية للوارث ممكنة إذا كانت في حدود الثلث، لكن هذا غير صحيح.

الوصية لا تصح للوارث أصلاً، سواء كانت أقل من الثلث أو أكثر، إلا بإجازة الورثة بعد وفاة الموصي.

الوصية تصح لغير الورثة دون الحاجة لموافقة أحد، طالما أنها لا تتجاوز الثلث.

متى تصح الوصية للوارث؟

إذا وافق جميع الورثة البالغين الرشداء بعد وفاة الموصي، سواء كانت الوصية في حدود الثلث أو أكثر.

إذا كانت هناك وصية واجبة وفقًا للقانون، كما في بعض التشريعات مثل القانون المصري، الذي يقر الوصية الواجبة لأحفاد الابن المتوفى قبل والده.

 

 

 

YouTube
Instagram
TikTok